احمد جمال المدير العام للمنتدي خادم الاعتاب المحمدية
احترام قوانين المنتدى : الابراج : عدد المساهمات : 220 نقاط : 448629 السٌّمعَة : 2 تاريخ الميلاد : 01/08/1981 تاريخ التسجيل : 10/04/2011 العمر : 43 العمل/الترفيه : النت
| موضوع: صفات الشيخ العارف بالله وشروطه السبت يوليو 16, 2011 1:55 pm | |
| بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله تعالى وسلم وبارك على نبينا سيدنا محمد جد الشرفاء الصلحاءالنصحاء وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. تحية طيبة من عند الله معطرة بأنفاس القدس الشريف إلى جميع الأحباب في كل مكان من أهل طريق الله العاشقين لجمال الذات المحمدية وكافة المريدين الأطهار ولجميع المشايخ نواب رسول الله في أمته رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه آمين. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أما بعد إخواني في الله وأحبابي في الله ، فهذا موضوع جديد أحب المشاركة به لأطرح من خلاله قضية المستوى العلمي لشيخ الطريق الصوفي من حيث مقدرته أو عدم مقدرته على إنتاج الأحزاب المتعبد بتلاوتها..والقصائد الشعرية عن الحقيقة المحمدية..أو النظريات المتناسقة عن الفرق بين الأحدية والصمدية..لأخلص إلى طرح سؤال هل الكرامات مثلا هي من يحدد صدق شيخ ما ومستواه في عالم التصوف? هل تأليف كتاب يساوي وصول إنسان ما إلى الحقيقة وإدراك كنهها?هل هو نقص وعار على العارف بالله أن يكون أميا لايقرؤ ولا يكتب فضلا عن أن يؤلف كتابا مفصلا تفصيلا???..وما محل الإذن الرباني من الإعراب في هذا السياق كله? فأقول بإذن أهل الله ..وبالله التوفيق. يا أخي نحمد الله أولاأنه مازال في أمتنا من يعتقد في الشيخ المتوفى ويتعلق به أشد التعلق، لا تعلق عبادة معاذ الله بل تعلق محبة في هذا الولي وذلك لوجه الله لانه ولي الله المجمع على ولايته ..هذا علامة على أن أمتنا مازلت بألف خير..وأن قلوبها مازلت تؤمن بالغيب كأنه مشاهدة..فتدبر رحمك الله. هذا من جهة ..ومن جهة ثانية فإنه عند الذين مقصودهم الله ليس شرطا في الشيخ العارف بالله أن ينظم لنا قصائد شعرية في أدق التفاصيل عن الحقائق المحمدية أو يكشف لنا عن خوارق العادات البيانية من حيث اللغة..فهذا ليس دليلا على الصدق أوعدمه..فهذا مسيلمة الكذاب أتى بكلام زعم أنه قرآن موحى به عليه ..الفيل وما أدراك ما الفيل..له دنب قصير وخرطوم طويل..ومن أمثلة ذلك أيضا كذبه الله قوله : والعاجنات عجنا ، والخابزات خبزا ، فالآكلات أكلا.. إلى غير ذلك من ترهات مسيلمة الكذاب فهل هذا بالله عليك كلام بدل على رائحة النبوة فضلا عن النبوة وماأدراك ما النبوة.. إذن ليس تنميق الكلام دليلا على مقام الولاية. وليست الكتب والمؤلفات دليلا على المعرفة بالمولى عزوجل.قال شيخنا حبيبنا وولي نعمتنا ودالنا على الله سيدي الحاج حمزة القادري البودشيشي رضوان الله تعالى عليه "طريقنا طريق النظرة وليس طريق الهدرة" والهدرة معناها عندنا في اللسان الدارجي الكلام الخاوي الذي لافائدة منه وصدق شيخنا رضي الله عنه وأرضاه..بدليل أنك تجد عددا من أولياء الله الصالحين لايعلم عدتهم إلا الله كانوا أناسا أميين..لم يخلفوا ورائهم لا قصائد ولا تصليات ولا حكما أو كتابات معينة وإنما كان كل رأس مالهم سرالله الذي في قلوبهم.. نعم كان كل رأس مالهم الإذن المحمدي الذي استوى بإذن الله على عرش قلوبهم حشرني الله وإياكم معهم في أعلى عليين مع النبيين والصديقين آمين ،فهل يقدح في مقام هؤلاء عند الله لمجرد أنهم لم يكتبوا قصيدة أو تصلية أو حزبا..أوديوان شعر برمته..؟؟؟ ولله ذر الشيخ الشاذلي مولانا أبو الحسن رضي الله عنه لما سئل عن كتبه فقال "كتبي أصحابي" وفي عالم النبوة الذي يشهد لعالم الولاية..هناك 124 ألف نبي ..اغلبيتهم لم ينزل عليه وحي أوكتاب ..فهل يعد ذلك منقصة في حقهم لمجرد أنهم لم يأتوا بكتاب أو بمعجزات.؟.المعجزات فعلها بعض أنبياء الله ولم يفعلها العدد الجم منهم.. وقس على ذلك العارفون بالله تعالى..فإنه ليس بمنقصة لهم ألا يأتوا بكتب يألفونها أو تصليات يدونونها للناس..العبرة يا سيدي بما في القلب من سر الله وشفقة على خلق الله..العبرة بالإذن اين وضعه الله وليس العبرة بالشعر والتصليات والكلمات..ولا حتى الكرامات..فالعبرة ياإخوتي وأحبتي في الله بالإستقامة على الشريعة أولا وأخيرا..واعبد ربك حتى يأتيك اليقين . لا ننسى أن المشيخة في حد ذاتها هي محض فضل وتكرم من الله..وليست نتيجة حتمية للتعبد..أو نتيجة قصيدة شعرية أوكتاب مؤلف على أبلغ أسلوب ..
هذه طريق الحال . لاتعرف بالمقال . لاتدرك بالأعمال . هي من فضل الله .
نعم بكل تأكيد الشيخ الحي المربي المأذون اولى بالإتباع ..لان الأمانة آلت إليه..بعد ان انتقلت من غيره إليه بإذن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم..هذا أمر لا يرده إلا حسود يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله..فحجب عن رؤية الحق فلا التفات إليه "إنما يستجيب الذين يسمعون" والدليل على أن السر ينتقل من نبي إلى نبي ومن ولي إلى ولي ومن عارف إلى عارف ومن وارث محمدي إلى وارث محمدي.. هو القصة التي وقعت لسيدنا عمر ابن الخطاب مع سيدنا رسول الله حين أتاه سيدنا عمر بوثيقة أصابها من عند أهل الكتاب وكان معجبا بمافبها من تعاليم تكاد تقارب ما في القرآن..فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لسيدنا عمررضي الله عنه "والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي إني حظكم من الأنبياء وأنتم حظي من الأمم"..صدق سيدنارسول الله وكفى به نعمة. وهكذاهو الامر ، كذلك بموت العارف بالله ينتقل سره بإذن من الله إلى عارف بالله غيره يكون عليه مدار الأمور فياسبحان الله..يأبى رسول الله إلا أن يواصل عنايته بأمته فيختارأشرف وأطيب خلق الله لينوبوا عنه في هذه الأمة الحبيبة إلى قلب سيدنا رسول الله.." فاعتبروا يا أولي الأبصار" وخلاصة الأمر الذي لم أجد إلى الآن من خالفني فيه هو أنه ليس شرطا مؤكدا أن يكون القطب العارف بالله مشهورا بكتب ألفها..أوقصائد نظمها..أوتصليات تخصه صلى بها على النبي بأسلوب غاية في الحلاوة والإبداع..وما عسى العارف أن يبدع إذاكان رسول الله من يملي عليه..فتدبر نورك الله . إن العبرة يا إخواني في الله وأحبابي في الله.. العبرة عند العارف بالله بالحلة المحمدية التي حلاه بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون نائبا عنه في أمته بحكم الإعارة..والشرط في العارف قدرته على الإمداد..وأن يلبسك الحلة والأخلاق المحمدية بحكم سر الله الذي في قلبه . أماعلماء الظاهر أو كما يسميهم الحلاج قدس الله سره بعلماء الرسوم فإن الكتب والمؤلفات شرط عندهم للحكم على إنسان بأنه "عالم " متناسين قوله تعالى " واتقوا الله ويعلمكم الله " ..ثم قوله سبحانه عن العبد الصالح سيدنا الخضر عليه السلام" وعلمناه من لدنا علما " . أما الطرق التبركية التي التحق مشايخها بالرفيق الأعلى ..ففيها رجال الله الصالحين..وفيها أولياء الله المفتوح عليهم..وفيها أحباب رسول الله..وفيها طلاب وجه الله تبارك وتعالى ونحن
وإياهم كلانا من رسول الله ملتمس ،
لانفرق بين أحد من أولياء الله الصالحين..غاية ما في الأمر أن السر إذا انتقل صار
من باب أولى أن نتبع الولي الحي الذي انتقل إليه ذلك السر بقدرة الله تعالى واقتداره..فرسالة التوحيد والعبادة كما تعلمون إخواني في الله وأحبابي في الله انتقلت من نبي إلى نبي إلى أن وصلت إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما..ولم تمت يوما رسالة السماء بموت نبي ، بل كان هذا يرث
الآخر..إلى أن ختمت الرسالات كلها بسيد الوجود ،وهو نفس الأمر الذي استمر في أولياء أمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولي قطب مأذون يأتي من بعده ولي قطب مأذون..ومن صفته انه حي صاحب الوقت.. ، نحمد الله الذي لاقانا به في هذه الطريقة القادرية البودشيشية المباركة..وحببه إلينا بفضله
وكرمه..لافرق الله بيننا وبين هذه الدار القادرية البودشيشية وشرفائها الصالحين الطاهرين الأبرار إلى أن نموت على العهد ثابتين آمين ، والحمد لله رب العالمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
|