احمد جمال المدير العام للمنتدي خادم الاعتاب المحمدية
احترام قوانين المنتدى : الابراج : عدد المساهمات : 220 نقاط : 448539 السٌّمعَة : 2 تاريخ الميلاد : 01/08/1981 تاريخ التسجيل : 10/04/2011 العمر : 43 العمل/الترفيه : النت
| موضوع: سلسلة الطريقة الشاذلية مفصلة وتفرعها الإثنين يوليو 18, 2011 5:16 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله سيدي الشيخ أحمد بن يوسف الراشدي الملياني الذي أقتطف هنا بعض ما جاء في ترجمته من كتاب سلوة الأنفاس "كان من أعيان مشايخ المغرب وعظماء العارفين ، أحد أوتاد المغرب وأركان هذا الشأن .جمع الله له علمي الشريعة والحقيقة وانتهت إليه رئاسة السالكين وتربية المريدين بالبلاد الراشدية والمغرب بأسره " كما يكفي أيضا أن أذكر أن بستان الأزهار في مناقب زمزم الأخيار ومعدن الأنوار أحمد بن يوسف الراشدي النسب والدار هو عنوان كتاب صدر في ذكر مناقبه رضي الله عنه لنتأكد من عظمة هذا الشيخ. وقد ورد عنه أنه قام بدور سياسي وجهادي كبير حيث تصدى للهجوم الإسباني على مدينة وهران سنة 914 مثلما قاوم التدخل العثماني كذلك سنة 922 حيث أبلى البلاء الحسن في الموقفين معا . وقد تخرج على يد هذا الشيخ العظيم زمرة من كبار المشايخ ومنهم المذابيح السبع، ومن ضمنهم تلميذه الآنف الذكر سيدي امحمد بن عبد الرحمان . توفي رحمه الله سنة 931 هـ ودفن بخميس مليانة بالجزائر وله مزار معلوم أيضا بالزكارة ولاية وجدة . وأما شيخه فهو :
سيدي الشيخ أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنوسي الفاسي الشهير بزروق، وهو آخر الأئمة الصوفية المحققين الجامعين بين الشريعة والحقيقة كما ذهب إلى ذلك صاحب شرح الياقوت. قال عنه صاحب المطرب في ذكر مشاهير أولياء المغرب: "إنه الإمام العالم الفقيه المحدث الصوفي المتضلع المتبحر الولي الصالح العارف بالله الحاج الرحالة ذو التصانيف العديدة والمناقب الحميدة والفوائد العتيدة ". وقد أفرد بالذكر عشرة من مشايخه في العلم نذكر منهم الأئمة الكرام السادة: علي السطي- عبد الرحمان الثعالبي ـ السنوسي ـ القوري ـ والسخاوي .كما أخذ عنه مجموعة من كبار الأئمة الأعلام في العلم والتصوف نخص منهم بالذكر السادة الكرام: ـ القسطلاني ـ اللقاني ـ الشعراني ـ أبي الحسن البكري. "تبحر في مجال التصوف كثيرا حيث صحب في البداية الشيخ الزيتوني بفاس ثم بعد حادثة وكرامة عجيبة مفصلة في المبسوط تركه وتوجه إلى مصر لصحبة سيدي أحمد بن عقبة الحضرمي الذي تخرج على يده" . والشيخ زروق هذا هو العالم النحرير ذو التصانيف العديدة نكتفي منها بذكر : قواعد التصوف، شرح الحكم العطائية وعدة شروح أخرى تدور معظمها حول موضوع التصوف. توفي سنة 899 بقربة سرياتة بليبيا، وله مزار مشهور بناحية تازة . أما شيخه فهو:
سيدي الشيخ أحمد بن عقبة أبو العباس المصري الحضرمي. وهو الذي احتضن سيدي أحمد زروق وأعلن مجيئه للتلاميذ قبل وصول الخبر وأعد له استقبالا خاصا بعد انفصال هذا الأخير عن شيخه الزيتوني الفاسي. كما صرف عنه بيده الضربة التي ألحقها به الشيخ الزيتوني من المغرب إلى مصر حتى تكسرت اليد كما هو مبين في المطرب والمبسوط . وسيدي أحمد بن عقبة هذا يتصل أيضا بالطريقة القادرية عن طريق سيدي يحي القادري .وقد توفي رحمه الله سنة 854هـ .وأما شيخه فهو :
سيدي الشيخ الحسن أبو العباس القرافي الشهير دفين قرافة مصر. وأما شيخه فهو:
سيدي الشيخ أحمد بن عبد الكريم بن عطاء الله أبو العباس الجذامي السكندري . كان إماما جامعا لأنواع علوم الشريعة والحقيقة . شهد له الإمام الشعراني بقوله :"كان ينفع الناس بإشاراته ولكلامه حلاوة في النفوس وجلال. " له عدة مؤلفات نذكر منها لطائف المنن في التعريف بشيخه أبي العباس المرسي، والتنوير في إسقاط التدبير، وخصوصا الحكم الشهيرة باسمه " الحكم العطائية " التي كانت موضوع عدة شروح . مات رحمه الله سنة 709، وقبره مشهور يزار بقرافة مصر . وأما شيخه فهو:
سيدي الشيخ أحمد بن عمر الأندلسي أبو العباس المرسي من كبار مشايخ التصوف . قال عنه الإمام الشعراني :" كان من أكابر العارفين وكان يقال إنه لم يرث علم الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه غيره "، وكان له مجلس عظيم في المعارف والحقائق والدقائق وله كرامات، توفي سنة 685هـ . وأما شيخه فهو :
سيدي الشيخ علي بن عبد الله بن عبد الجبار الإدريسي النسب الشهير بأبي الحسن الشاذلي نسبة إلى قرية شاذلة التونسية .ازداد سنة 571 هـ، حفظ القرآن صغيرا وتبحر في العلوم الشرعية بفاس . تأثر بالإحياء والقوت والرسالة ومؤلفات النفري فصاحب سيدي علي بن حرزهم ثم انتقل إلى العراق في طلب القطب حتى أشار له سيدي أبو الفتوح الواسطي "كيف تطلب القطب بالعراق وهو ببلدك ". فرجع إلى المغرب والتقى بسيدي عبد السلام بن مشيش قطب زمانه، وصحبه حتى أجازه وأمره بالتوجه إلى تونس. وظل يتنقل بين تونس ومصر بسبب الضغوط السياسية التي كانت تمارس عليه من طرف أمراء العصر جراء تأثيره البالغ على الناس وتعلقهم المفرط به . تخرج على يده مجموعة من الأقطاب منهم سيدي أبو العباس المرسي وسلطان العلماء العز بن عبد السلام. وعلى الرغم من وجود شخصيات بارزة في العلوم والتصوف في عصره أمثال القطب الشهير ابن عربي الحاتمي والمنذري والقسطلاني والقرطبي فقد نال دونهم مرتبة القطب الأكبر. خلف الإمام الشاذلي العديد من المؤلفات سواء في الفقه أو التصوف وترك العديد من الأوراد والأحزاب . وتعتبر طريقته أم الطرق الصوفية بشمال إفريقيا بل وإحدى الطرق المشهورة في العالم .حج مرارا ومات بصحراء عيذاب مصر وهو في سفر إلى البقاع المقدسة سنة 656 هـ. وأما شيخه فهو:
سيدي الشيخ عبد السلام بن مشيش أو بن بشيش القطب الشهير. قال عنه صاحب المطرب :"هو الشريف النسيب العارف الكبير والقطب الشهير الجبل الشامخ شيخ مشايخ الصوفية وإمام أئمة الطريقة الشاذلية أبى محمد سيدي عبد السلام بن مشيش بن أبى بكر بن علي . يرجع نسبه إلى المولى إدريس. ازداد سنة 559 هـ . حفظ القرآن على القراءات السبع قبل 12 سنة . وقد أصابه جذب مند السنة السابعة من عمره فانقطع للعبادة بعد ذلك". وقد اعترف له العديد من كبار المشايخ ببلوغه القطبية . ويكفيه فخرا أنه شيخ سيدي أبى الحسن الشاذلي ، كما يكفي أن مجموعة من كبار العلماء يدينون له بالفضل والتسليم ويزرون قبره تبركا. مات رحمه الله شهيدا سنة 622 هـ على يد ابن أبى الطواجن الكتامي. فبعدما قاومه مقاومة باسلة قتله في النهاية غيلة بتدبير من المسيحيين الذين كانوا يخططون لتنحية صلحاء البلاد لنشر سمومهم والفتك بالمسلمين. وأما شيخه فهو:
سيدي الشيخ عبد الرحمان بن الحسن أبو يزيد. قال عنه صاحب المطرب " العارف بالله سيدي عبد الرحمان بن الحسن العطار المدني الشهير بالزيات و المتوفى بترغة الغمارية على شاطئ المتوسط، ويعرف بفقيه مولاي عبد السلام. أما الموضع المعروف عن يمين ضريح مولاي عبد السلام فهو موضع تعبده لا ضريحه." ولم يذكر تاريخ وفاته. وأما شيخه فهو :
سيدي الشيخ جعفر بن عبد الله بن أحمد الخزاعي الأندلسي الملقب بالسني لشهرته بالحرص على تحري الالتزام بالسنة في جميع حركاته وتصرفاته. توفي سنة 624هـ. وأما شيخه فهو:
سيدي الشيخ أبي مدين شعيب بن الحسن الأندلسي الفاسي البجائي الشهير بالغوث. ولد بإشبيلية ونشأ بها يتيما، وكان في صغره يرعى الغنم لإخوته فاشتاقت نفسه إلى طلب العلم فهرب المرة الأولى فلحقه أحد إخوته وأكرهه على البقاء لرعاية الغنم. ثم هرب المرة الثانية ولحقه أحد إخوته وأشهر عليه السيف فتعرض له بعود كان في يده فتكسرت السيف قطعا قطعا. فلما رأى أخوه ذلك طلب منه السماح وقال له اذهب وشأنك. فدخل المغرب وتعرض أثناء رحلته لمجموعة من العقبات. لزم فاس أولا لطلب العلم حيث أخذ عن مجموعة من الشيوخ كأبي عبد الله الدقاق وأبي الحسن السلاوي وابن غالب وغيرهم، ثم صاحب الشيخ علي بن حرزهم . غير أن الشيخ الذي فتح له الله على يديه كان سيدي أبي يعزى يلنور الذي سافر إليه أول مرة في صحب، فرحب الشيخ أبو يعزى بالزوار من دونه وتركه بدون طعام لثلاث أيام . وفي اليوم الثالث عمد سيدي بومدين إلى مكان الشيخ وتمرغ فيه فقام منه فاقد البصر. وفي الصباح الموالي ناداه الشيخ ومسح على وجهه فعاد بصره بإذن الله. وقال الشيخ للحاضرين: إن لهذا الفتى لشأنا عظيما . ومنذ تلك اللحظة توالت اتصالاته به وتعددت كراماته معه . ثم انتقل بعد ذلك إلى تلمسان حيث وافاه الأجل سنة 594، ودفن بالعباد، وضريحه بها شهير جدا. وأما شيخه فهو: سيدي الشيخ أبي يعزى يلنور بن ميمون بن عبد الله الهزميري . كان بربري اللسان، أميا، أسود البشرة لا يحفظ من القرآن إلا الفاتحة والإخلاص والمعوذتين، ومع ذلك كان يرد على من يخطأ في تلاوة القرآن. ومعنى أبي يعزى أي العزيز ومعنى يلنور أي صاحب النور وأصلها يلا النور بالبربرية . كان من معاصري الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي قال عنه " لا أعلم أحدا في عصري مثلي غير رجل أسود بالمغرب يكنى بأبي يعزى ويسمى يلنور" وقال عنه أبو علي الصواف " رأيت أخبار الصالحين من زمان أويس القرني إلى زماننا فما رأيت أعجب من أخبار أبي يعزى ". كان في بداية أمره يرعى الغنم ويكتفي بأكل الحشيش ليعطي أرغفة الخبز التي يتقاضاها لطالبي العلم . ثم انقطع للعبادة حيث قضى بها عشرين سنة في الجبل وثمانية عشر سنة في السفح قبل أن يعرف عنه أي شيء. ثم تجند لخدمة أشهر شيوخه مولاي بوشعيب الزموري حيث كان يقوم بأعمال الخادمة يطحن ويعجن و يخبز ويسقي الماء بالليل ويختفي في النهار، حتى قالت زوجة الشيخ مولاي بوشعيب ما رأيت كهاته المملوكة تعمل بالليل ولا تظهر بالنهار. فلما أخبرها الشيخ عن حقيقته حلفت أن لا يخدمها بعد ذلك أبدا. ومن أبرز كراماته أنه كان يكاشف بذنوب العباد ويفضحهم بها ليتوبوا . ومن أبرزها أيضا أن الأسود كانت تتجمع عليه من كل ناحية فلما اشتكى له الناس ذلك أمر أحد الخدم أن ينادي في السباع بالرحيل، فكانت السباع ترى تحمل أشبالها وتغادر المنطقة. عمر الشيخ لأكثر من 130سنة حيث مات سنة 592 وضريحه شهير بمدينة مولاي بوعزة المغربية التي تحمل اسمه . أما شيخه فهو :
سيدي الشيخ أبى الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن حرزهم المشهور باسم سيدي حرازم . كان عابدا زاهدا ورعا متصوفا متحققا وكان من أكبر العلماء . من تلاميذه سيدي أبي بكر بن العربي وسيدي علي بوغالب . كان ضمن العلماء الذين أفتوا بإحراق كتاب الأحياء للغزالي في بداية الأمر لكنه ما فتئ أن تراجع عن فتواه بعدما رأى رؤيا مذهلة كانت سببا له في الإنابة والتوجه إلى التصوف حيث تبحر فيه كثيرا حتى أخذ عنه كثير من المشايخ الكبار. ومن كراماته أنه نعى نفسه للناس فكان الحال كذلك . والمتواتر أن الدعاء مستجاب عند ضريحه الكائن بباب فتوح بفاس . وله مزار آخر بضواحي طنجة بقبيلة أنجرة مشهور بالاستشفاء خصوصا من عاهة العقل والصرع، ما يلبث المصاب بالجنون أن يصيح ويبكي ويفر بمجرد اقترابه من هذا المزار. وعند ضريحه بفاس اجتمع سيدي عبد العزيز الدباغ بالخضر، ولقنه الورد كما جاء في المطرب . ومن بركاته مدى ما بلغت العين المعدنية المسماة باسمه من شهرة عالية . مات سنة 559 هـ . وأما شيخه فهو:
سيدي الشيخ محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي المعافري أحد أهم أعلام العلم والتصوف في العالم الإسلامي . ولد بإشبيلية يوم الخميس 22شعبان 468 هـ من عائلة عريقة في العلم والجاه . ومع سقوط دولة آل عباد سنة 485 حيث كان عمره 17 سنة رحل إلى إفريقيا فحط الرحال ببجاية وتتلمذ على مجموعة من علمائها منهم الكلاعي والخلاني ثم انتقل إلى مصر وأخذ عن مجموعة من علمائها كالمقدسي وابن الفرات والبزاز والشاشي والتبريزي . أما في المجال الروحي، فأخذ عن الإمام الغزالي الذي صحبه في صحاري الشام حينما أعرض عن التدريس بالمدرسة النظامية وانقطع للعبادة، بعد أن كان قد اتصل به قبل ذلك مرتين. وبعد هذه الجولة الكبيرة المحفوفة بالمكارم، عاد الإمام أبو بكر بن العربي إلى إشبيلية ليشتغل بالتدريس . ثم تقلد أعلى مناصب القضاء، وكان حسب ما أجمع معاصروه مثالا في العدل والاستقامة وحسن القيام بأمر القضاء. وقد تخرج على يده مجموعة من كبار العلماء كالقاضي عياض وابنه القاضي محمد وابن باشكوال والخزرجي وابن رشد وغيرهم . على أن اهتمامه البالغ بأمور الأمة جعله يعزم على ترميم صور إشبيلية، وتنازل من أجل ذلك عن كل ما تحت يديه، وحفز المسلمين على هذا العمل الجليل مما أشعل فتيل حسد أعدائه الذين ثاروا عليه وكادوا أن يقتلوه فنكب في هذه الثروة، ونهبت كتبه كلها، وصرف عن القضاء، الأمر الذي ساعده للتفرغ للعلم والتأليف . وقد بلغت مصنفاته ما يزيد على 35 كتابا منها "أنوار الفجر" من 80 مجلدا وقيل تسعين "والإنصاف" في عشرين "وأحكام القرآن" "وعارضة الأحوذي" . وفي آخر حياته سقطت دولة بني تاشفين على يد الموحدين فأقبل وفد إشبيلية تحت إمرته إلى مراكش لملاقاة الأمير عبد المؤمن . إلا أن هذا الأخير، ولسبب غامض، سجنه مع وفد إشبيلية سنة كاملة، وبعد السراح، وافته المنية وهو في طريقه إلى فاس فنقل إليها ودفن بها يوم الأحد7 ربيع الأولى سنة 543 بباب المحروق بفاس . وأما شيخه فهو :
سيدي الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن حامد الغزالي حجة الإسلام الإمام العظيم مجدد القرن الخامس فريد زمانه في مختلف العلوم العقلية والنقلية . خلفه أبوه وأخاه أحمد صغيرين وأوصى بهما لصديق له صوفي ليساعدهما على مواصلة طلب العلم . فكان أن تتلمذ على الإمام الراذكان.
سيدي الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن حامد الغزالي حجة الإسلام الإمام العظيم مجدد القرن الخامس فريد زمانه في مختلف العلوم العقلية والنقلية . خلفه أبوه وأخاه أحمد صغيرين وأوصى بهما لصديق له صوفي ليساعدهما على مواصلة طلب العلم . فكان أن تتلمذ على الإمام الراذكاني بطوس أولا ، ثم انتقل إلى نيسابور المجاورة ولازم إمام الحرمين الجويني فبرع على يديه براعة فائقة حتى كان يتباهى به ويقول: الغزالي بحر مغدق ومغرق . وبعد موت إمامه توجه إلى المدرسة النظامية فكرم بها وعزز واحتل أعلى المراتب إلى درجة يقال أن مجلسه كان يحضره أكثر من أربعمائة عالم . وكان في بداية أمره ميالا إلى الأبهة والجاه ولبس الحرير، وبعد ذاك أصيب بأزمة روحية اضطرته إلى الزهد في الدنيا وزينتها فتنازل عن كل ما تحت يديه وآثر العزلة والزهد والتقشف، واعتزل الناس حوالي 10 أعوام . وبعدها عاد للتدريس تحت الضرورة كما يبين بنفسه . ثم عاد إلى بلده طوس حيث بنى مدرسة قرب منزله وزاوية ووظف كامل وقته في التدريس والعبادة حتى وفاته يوم 14 جمادى الثانية سنة 505 الموافق 18/12/1111 بعد ما نعى نفسه حيث يحكي أخوه قائلا أنه توضأ وصلى وقال علي بأكفاني فقبلها وقال سمعا وطاعة للدخول على الملك ثم استقبل القبلة وفاضت روحه. خلف الغزالي مؤلفات عديدة جدا في مختلف الفنون أكثرها في الزهد والتصوف . كما صنف في الأصول والمنطق وعلم الكلام والفلسفة وغيرها. ويكفي منها ذكر كتاب إحياء علوم الدين الذي نال الشهرة العالمية إلى حد الآن . ويقال أن كتبه نافت عن أربعمائة بين مصنفات ورسائل . ولا ننسى أن نذكر أن تلقيبه بالغزالي فيه قولان: قول يرجعه إلى غزل الصوف مهنة أبيه، وقول يرجعه إلى اسم القرية التي ولد بها بطوس تسمى غزالة . وأما شيخه فهو :
سيدي الشيخ عبد الله بن أبى يعقوب بن يوسف بن عبد الله ضياء الدين الشهير بإمام الحرمين الجويني نسبة إلى قرية جوين التي ولد بها شهر المحرم سنة 419 هجرية. كان من كبار متأخري الشافعية على الإطلاق، بارعا في علوم الأصول والفروع والأدب وغيرها . تفقه أولا على يد والده ثم على الإمام الأسفراييني، ثم سافر إلى بغداد والحرمين مكة والمدينة فأخذ هناك عن ثلة من الأئمة منهم أبو طالب المكي . ثم عاد إلى نيسابور فتقلد أمور الأوقاف التي بقي بها دون منازع طيلة 30 سنة مشتغلا بالتدريس والخطب، فكان إذا شرع في علم التصوف وشرح الأحوال أبكى الحاضرين. ولم يزل على تلك الحال حتى توفي رحمه الله يوم 25 ربيع الثاني 478هـ. وقد خلف مجموعة كبيرة من المصنفات المعتمدة لحد الآن نذكر منها على الخصوص : البرهان والإرشاد في أصول الفقه ـ الإرشاد في أصول الاعتقاد ـ غياث الأمم ـ نهاية المطلب . أما شيخه فهو :
سيدي الشيخ محمد بن علي بن عطية أبو طالب المكي الزاهد . كان رجلا صالحا مجتهدا في الزهد والعبادة والرياضة لدرجة يروى عنه أنه هجر الطعام واكتفى بأكل الحشائش المباحة حتى اخضر جلده . أخذ عن مجموعة من الأئمة منهم الإمام الجريري، ثم تنقل إلى البصرة وبغداد فوعظ الناس كثيرا، ساعده على ذلك أنه كان بليغا، لكلامه وقع في القلوب وحلاوة في الأسماع ، ثم عاد إلى مكة ومات بها سنة 386 هجرية. ومن أشهر مؤلفاته "قوت القلوب" الذي ذاعت به سمعته. وأما شيخه فهو:
سيدي الشيخ أحمد بن محمد بن الحسين الجريري نسبه إلى جرير بن عباد من بني بكر بن وائل، كان ذا مكانة عالية، يعتبر من أبرز أصحاب الجنيد حيث أقعده مكانه وما ذلك إلا لتمام حاله وعلو مقامه . توفي رحمه الله سنة 312 هجرية، وأما شيخه فهو :
سيدي الشيخ أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي القواريري نسبه إلى مهنة أبيه الذي كان يبيع قوارير الزجاج . والإمام الجنيد هو العالم الورع البحر الزاخر، إمام الطرق الصوفية باعتباره أول من نظر للتصوف وأرسى له قواعد ثابتة بشهادة أرباب القوم، الشيء الذي جعل الشيخ ابن عاشر يعتمد عليه في السلوك بقوله : في عقد الأشعري وفقه مالــــك وفي طريقة الجنيـد السالـــــك كما أشار الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد صاحب الياقوت إلى نفس الشيء بقوله : أبي القاسم الجنيد إمام هذه الطريقة . تفقه الإمام الجنيد على يد الإمام أبي ثور، وصحب جلة من الشيوخ كالحارث المحاسبي وخاله وأستاذه السري السقطي . توفي رحمه الله سنة297 هجرية. وأما شيخه فهو:
خاله سيدي الشيخ أبو الحسن بن المغلس السري السقطي. كان إماما بارعا في الزهد والورع وعلوم التوحيد والأخلاق حتى يروى عنه أن الدنيا كانت تأتيه في صفة امرأة كل يوم برغيفين وتقوم له بشؤون البيت. كما يروى عنه أيضا أنه مرت عليه ثمان وستون سنة ما رأي فيها قط مضطجعا إلا في علة الموت . أخذ السري عن مجموعة من مشايخ عصره غير أنه لازم معروفا الكرخي على وجه الخصوص حتى فتح الله له على يده . مات ببغداد يوم 6 رمضان 251 هجرية ودفن بمقبرة الشونيزية وإلى جواره ضريح الإمام الجنيد . والضريحان معلومان إلى اليوم . وما شيخه فهو :
سيدي الشيخ أبو محفوظ معروف بن فيروز أو الفيروزان علي الكرخي من ذرية الإمام علي بن موسى الرضا . قال عنه صاحب كرامات الأولياء في الصفحة 491 . "إنه إمام الصوفية ، أحد أفراد الأمة وشهرته تغني عن الثناء عليه ". كان رضي الله عنه معلوما بإجابة الدعاء ما دعا بشيء إلا كان له ما أراد. كما أن الدعاء مستجاب عند قبره أيضا لدرجة أن أهل بغداد كانوا يستسقون به ويقولون قبر معروف ترياق مجرب . مات رحمه الله ببغداد سنة 201 هجرية وضريحه معلوم بها . وأما شيخه فهو:
سيدي الشيخ داوود بن نصير أبو سليمان الطائي الكوفي . كان في بداية أمره مشتغلا بطلب العلم وتدريس الفقه حيث أخذ عن مجموعة من الأئمة الأعلام كالأعمش وابن أبي ليلى وابن عيينة وأبي نعيم وغيرهم . غير أنه مال في آخر المطاف إلى العزلة حيث آثر الخلوة وأعلن معارضة فكرة طلب العلم طول العمر معللا ذلك بأن العلم ما هو إلا أداة للعمل فإذا أفنى الإنسان عمره في طلب العلم فمتى يعمل. وقد اعتبره المؤرخون أول الزهاد الرسميين في العالم الإسلامي، وأول من سن الصمت في التصوف كطريقة لتزكية النفس وإعدادها للسير إلى الله . بل إن هناك من قال " لو كان داوود في الأمم السابقة لقص الله تعالى شيئا من أخباره ". وما ذلك إلا لعلو مقامه وميزاته الخاصة كالعزلة والتبتل. مات سنة 165 ه, وكان لشيخه حبيب العجمي الأثر البارز في حياته.
سيدي الشيخ حبيب بن محمد أبو محمد العجمي الفارسي .كان في بداية أمره صاحب ثراء من كبار تجار البصرة، فتعرض لأحوال حضر على أثرها موعظة للإمام الجليل سيدي الحسن البصري، وقعت منه موقعا عظيما حتى تغير كيانه رأسا على عقب تخلى على إثرها عن الدنيا وهجر الغنى والترف وأصبح قائما في باب البذل والكرم، ينفق على المعوزين وذوي الحاجة بشكل لا مثيل له، ولو أدى به إلى الاقتراض . وصار كثير البكاء لا يبارحه الخوف لكن دون اليأس حتى كان يقول في خلوته: من لم تقر عينه بك فلا قرت ومن لم يأنس إليك فلا أنس . ومن روائع كراماته في الإنفاق ما ذكره صاحب جامع كرامات الأولياء ص 19 باختصار شديد أن خراسانيا توجه إلى مكة وترك عنده عشرة آلاف درهم وديعة على أن يشتري له بها منزلا إن تيسر له ذلك. فوقعت بالناس فاقة. فبدأ حبيب ينفق على الناس من تلك الوديعة بعدما نفد ما بيديه. فسئل في ذلك فأجاب قائلا: سأشتري له بها من ربي منزلا في الجنة، فإن قبل فذاك وإلا أعدتها له. فلما أقبل الرجل قص عليه الخبر ففرح فرحا عظيما وكاتبه حبيب على ذلك. ولم يلبث الرجل أن توفي بعد 40 يوما وأمر بدفن الكتاب معه. فلما دفنوه وجدوا على ظهر قبره رقا مطويا ليس من مكاتيب الدنيا مكتوبا فيه: براءة لحبيب فإن المنزل قد استوفاه الخراساني من ربه، فأخذه حبيب وبدأ يقبله. حاصل القول إن الصوفية أجمعوا على أنه لم ير أصدق يقينا من حبيب . وكان رضي الله عنه مستجاب الدعوة . مات رحمه الله بالبصرة سنة 125هجرية بعد أن استمد من عالمها:
سيدي الإمام الصالح الحسن بن يسار أبو سعيد البصري الفارسي الأصل، من كبار التابعين ازداد أيام الخليفة الراشد سيدنا عمر بأم القرى سنة 21 هـ . كان يسار أبوه مولى لزيد بن ثابت الأنصاري وأمه خيرة مولاة لأم المؤمنين أم سلمة. كان بارعا في جميع فنون العلم، وعلى جانب عظيم من الزهد والعبادة والورع. وكان فصيحا بليغا جدا حتى قال عنه العلاء ما رأيت أفصح من الحسن. ومن نماذج فصاحته قوله :"ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت ". يمثل الحسن البصري كبرى مدارس الزهد والتصوف، كما يعتبر أهم حلقات الطرق بالعالم الإسلامي حيث أرجع إليه الباحثون ثلاثة فروع رئيسية في شجرة التصوف كالتالي : الأولى :الرسول ــ حذيفة ــ الحسن ــ الحارث المحاسبي الثانية :الرسول ــ أنس بن مالك ــ الحسن ــ كل من السبخي و الكرخي ــ السقطي ــ الجنيد ــ الخلدي الثالثة :الرسول ــ علي ــ الحسن ــ حبيب ــ الطائي ــ الكرخي ــ السقطي ــ الجنيد. وإلى هذا الفرع الأخير ترتفع الطريقة الشيخية التي نحن بصدد الحديث عنها ( يراجع في الموضوع نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام للدكتور علي سامي النشار). مات رضي الله عنه مستهل رجب من 110هـ حيث خرج جميع سكان البصرة لتشييع جنازته حتى لم يبق لأول مرة من يقيم الصلاة بالمسجد. كما سمع أيضا أثناء دفنه مناديا في السماء يقول : ألا إن البصري قدم على الله وهو عنه راض. وعلى الرغم من صغر سنه، فقد أخذ عن الإمام علي باب مدينة العلوم .
سيدي أمير المومنين الإمام الأكرم علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم الرسول وزوج ابنته البتول السيدة الفاضلة فاطمة الزهراء، وأب سبطيه الحسن والحسين، رابع الخلفاء الراشدين وأحد أعضاء الشورى الذين عينهم سيدنا عمر بن الخطاب. تربى في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، كان أول من آمن به من الصغار. لم ينقل عن الصحابة من المناقب مثل ما نقل عنه. والإمام علي كرم الله وجهه ليس في حاجة إلى تعريف حيث يكفي أنه باب مدينة العلوم كما ورد في الأثر :" أنا مدينة العلوم وعلي بابها ". تولى الإمام علي الخلافة بعد مقتل سيدنا عثمان ذي النورين فقاوم مختلف الفتن التي اندلعت في عصره كواقعة الجمل المؤلمة وخروج بني أمية تحت إمرة سيدنا معاوية بن أبي سفيان وما تلا مأساة التحكيم من مخلفات خطيرة كثورة الخوارج، ولبث على ذلك ما يقارب الخمس سنوات إلى أن مات مقتولا يوم 17 رمضان سنة 40 هـ . وقد نهل كرم الله وجهه مباشرة من بحر النبوة الزاخر:
إلى خير الورى وسيد الكائنات بحر الجود صاحب المقام المحمود صاحب الشفاعة العظمى في اليوم الموعود الذي عنه تنبثق جميع الأنوار وتستمد منه جميع الأسرار وتنال عن طريقه جميع مقامات الأخيار. الرحمة المهداة وأصل جميع الخيرات . خاتم النبيئين وإمام المرسلين وحبيب رب العالمين سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسولنا الأعظم وحبيبنا الأكرم صلى الله عليه وسلم. ويرفع سيدي عبد القادر بن محمد هذه السلسلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل فإسرافيل إلى اللوح المحفوظ.
من خلال تتبعنا لهذه السلسلة الطيبة المباركة نلاحظ وجود مجموعة من العمالقة وعظماء التاريخ الإسلامي في العلم والزهد والولاية والصلاح انطلاقا من الإمام علي كرم الله وجهه باب مدينة العلوم بلا منازع مرورا بقمم شامخة كسيد التابعين إمام العلم والزهد والبكاء الحسن البصري، فالجنيد إمام الطرق الصوفية برمتها فصاحب القوت وما أدراك من هو، فبحر العلوم إمام الحرمين الجويني، فالغزالي صاحب الإحياء، حجة الإسلام في مختلف المجالات، فشيخ العلوم الشرعية بالقطر العربي برمته الإمام أبو بكر العربي، فأبي يعزى أحد الأعلام القطبية الكبرى السبع، فالغوث أبي المدين الذي عم نوره الآفاق، فالقطب الكامل ابن مشيش، فالشاذلي أبي الحسن صاحب أعظم الطرق التي عمت آفاق الدنيا، فالسكندري صاحب الحكم العطائية، فزروق الجامع بين الشريعة والطريقة والحقيقة، فشيخ القرن العاشر بالقطر المغربي سيدي أحمد بن يوسف الملياني. ماحوذة من موقع الفقراء لله للطريقة الشيخية الشاذلية ,وهي السند المفصل لشيخ الطريقة الشاذلية الشيخية سيدي عبد القادر بن محمد سيدي الشيخ
ملاحظة. نحيط عناية السادة الفقراء الذرقاويين الشاذليين, والذين ربما سيجدون اختلافا بسيطا ليس سيئا في هذه السلسلة الذهبية,الا وهي سرد المشايخ على هذه الكيفية وعدم ذكر المشايخ الذين يعتمدون عليهم في سندهم والاختلاف والذي ليس باختلاف ان السادة الذرقاويين يعتمدون على الشيخ سيدي الفقير تقي الدين الواسطي باعتباره شيخ سيدي عبد الرحمن العطار الزيات وهذا صحيح فعلا لا مناص منه, ولكن سيدي عبد الرحمن العطار الزيات اخد ايضا على يد شيخه سيدي ابي مدين الغوث الذي اخد هو بدوره الطريقة من شيخه سيدي ابي يعزى يلنور والسيخ سيدي عبد القادر الجيلاني. وكلتا السندين صحيحين لا خطاء فيهما والله ورسوله اعلم. السلام عليكم ورحمة الله. _______________
| |
|